أخبار النحويين
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
أخبرنا مسند الوقت صلاح الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبى عمر المقدسى قال أنا الشيخ الإمام مسند الشام فخر الدين أبو الحسن على بن أحمد بن عبد الدائم بن أحمد المقدسى قراءة عليه وأنا أسمع يوم السبت سابع عشر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وستمائة أنا المشايخ أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد سنان قراءة عليه وأنا أسمع والحفاظ أبو محمد عبدالعزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر وأبو الفتوح نصر بن أبى الفرج بن على الحصرى إجازة قال الأول أنا أبو محمد عبد الله بن على بن أحمد المقرىء وقال الثانى أنا أبو محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله بن الموصلى وقال الثالث أنبا ابو البركات أحمد بن عبد الملك البزوغانى قالوا أنبا الحاجب أبو الحسن على بن محمد بن على بن العلاف المقرىء قال شيخ الكندى أبو محمد إجازة أنبا أبو الحسن على بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامى قراءة عليه وأنا أسمع فى شهر ربيع الأول سنة ست عشرة وأربعمائة ثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبى هاشم المقرىء همام بن يحيى يحذر من اللحن ثنا أبو بكر محمد بن على بن إسماعيل التوزى ثنا عمر بن شبة ثنا عفان قال قال همام ما حدثتكم عن قتادة ملحونا فأعربوه فإن قتادة كان لا يلحن شيخ الإسلام حماد بن سلمة يحذر من اللحن حدثنا أبو طاهر ثنا أبو بكر قال قال لنا أبو زيد قال لنا عفان ثنا حماد بن سلمة من لحم فليس يحدث عنى حدثنا أبو طاهر ثنا أبو بكر قال قال أبو زيد قال لى عفان أو أبو الوليد كان يزيد بن أبى مريم إذا حدث عن الحسن أغرب وإذا حدث عن ابن سيرين يلحن أول من وضع النحو حدثنا ابو طاهر ثنا محمد ثنا عمر ثنا عبد الله بن محمد يعنى التوزى قال سمعت أبا عبيدة يقول أول من وضع النحو أبو الأسود الدؤلى ثم ميمون الأقرن ثم عنبسة الفيل ثم عبد الله بن أبى إسحاق قال ووضع عيسى بن عمر فى النحو كتابين سمى أحدهما الجامع والآخر المكمل فقال الشاعر بطل النحو جميعا كله ما أحدث عيسى بن عمر ذاك إكمال وهذا جامع فهما للناس شمس وقمر أول من وضع العربية حدثنا أبو طاهر ثنا محمد ثنا عمر بن شبة ثنا حيان بن بشر ثنا يحيى بن آدم عن أبى بكر عن عاصم قال أول من وضع العربية أبو الأسود الدؤلى جاء الى زياد بالبصرة فقال إنى أرى العرب قد خالطت الأعاجم فتغيرت ألسنتهم أفتأذن لى أن أضع للعرب كلاما يعربون ويقيمون به كلامهم فقال لا قال فجاء رجل الى زياد فقال أصلح الله الأمير توفى أبانا وترك بنون فقال ادع لى أبا الأسود فقال ضع للناس الذى نهيتك أن تضع لهم كذابان فى أهل الكوفة حدثنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا عمر ثنا أبو بكر ين خلاد قال بن سليمان يحدث عن أبيه قال لأهل الكوفة كذابان السدى والكلبى التوصية بإصلاح اللسان قال أبو زيد دخل الشعبى مسجد الكوفة وعنده من الموالى يعلمون العربية فقال لهم أصلحوا لسانهم فإنكم أنتم أفسدتموه من مناقب أبى عمرو بن العلاء حدثنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا عبيد الله بن محمد اليزيدى ثنا ابن أخى الأصمعى عن عمه قال كنت إذا سمعت أبا عمر يتكلم ظننت أنه لا يحسن شيئا ولا يلحن يتكلم كلاما سهلا ابن عمر يغضب من أهل اللحن حدثنا أبو طاهر ثنا أحمد بن إسحاق التنوخى حدثنى ابى عن حسين الجعفى عن عباد عن عمر بن نافع عن أبيه قال كان رجل الى جنب ابن عمر فلحن فأرسل إليه إما أن وإما أن نتنحى عنك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يوصى بتعلم العربية حدثنا أبو طاهر ثنا أحمد حدثنى أبى ثنا زيد بن الحباب عن عبد الوارث ابن سعيد العنبرى حدثنى أبو مسلم منذ خمسين سنة أن عمر بن الخطاب قال تعلموا العربية فإنها تزيد فى المروءة حدثنا أبو طاهر ثنا أحمد حدثنى أبى حدثنى زيد بن الحباب عن طلحة بن يحيى المدنى ثنا عطاء قال بلغنى أن عمر بن الخطاب سمع رجلا يتكلم فى الطواف بالفارسية فأخذ بعضده وقال ابتغ الى العربية سبيلا أبو بكر يخشى من اللحن حدثنا أبو طاهر ثنا أحمد ثنا أبى عن حسين الجعفى عن عباد بن كثير عن زكريا عن الشعبى قال قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه لأن أقرأ وأسقط أحب إلى من أن أقرأ
تعرف على أقسام الكلام في اللغة العربية
وألحن وقال
عمر من قرأ القرآن فأعرب به فمات كان له ثم الله يوم القيامة كأجر شهيد تربية
الأولاد على عدم اللحن حدثنا أبو طاهر ثنا أحمد حدثنى أبى ثنا زيد بن الحباب عن أبى
الربيع السمان عن عمرو بن دينار قال إن ابن عمر وابن عباس كانا يضربان أولادهما
على اللحن حدثنا أبو طاهر ثنا أحمد حدثنى أبى ثنا محبوب بن الحسين عن أبى هارون
الغنوى عن مسلم بن شداد الليثى عن أبى بن كعب قال تعلموا اللحن فى القرآن كما
تعلمون آى القرآن حدثنا أبو طاهر ثنا أحمد حدثنى أبى ثنا إسحاق ومحمد ابنا الطباع
عن حماد بن زيد عن واصل مولى أبى عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبى بن
كعب قال تعلموا العربية فى القرآن كما تعلمون حفظه العلم بإعراب القرآن أفضل من
حفظ حروفه حدثنا أبو طاهر ثنا أحمد ثنا أبى ثنا محمد بن عيسى ومالك ابن إسماعيل عن
شريك عن جابر عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد أن أبا بكر وعمر قالا لحفظ بعض إعراب
القرآن أحب إلينا من حفظ بعض حروفه حدثنا أبو طاهر ثنا وكيع بن خلف حدثنى محمد بن
خلاد قال سمع رجلا قال لأبى زيد أتتهمنى فى دين الله قال أتهمك فى لغة رسول الله صلى
الله عليه وسلم من طرائف أهل اللغة حدثنا أبو طاهر ثنا وكيع حدثنى محمد بن خلاد
ثنا الوليد ابن هشام القحذمى قال دخل دخل خالد بن صفوان الحمام وفيه رجل مع ابنه
فأراد أن يعرف خالدا ما عنده من البيان فقال يا بنى ابدأ بيداك ورجلاك ثم التفت
الى خالد فقال يا أبا صفوان كلام قد ذهب أهله قال هذا كلام ما خلق الله له أهلا قط
حدثنا أبو طاهر ثنا موسى بن عبيد الله ثنا ابن أبى سعد الوراق ثنا أحمد ابن عمر بن
إسماعيل عن عبد العزيز الزهرى حدثنى محمد بن الحارث المخزومى قال دخل على عبد
العزيز بن مروان رجل يشكو صهرا له فقال له إن ختنى فعل بى كذا وكذا فقال له عبد
العزيز من ختنك فقال ختنى الختان الذى يختن الناس فقال عبد العزيز لكاتبه ويحك بما
اجابنى فقال له أيها الأمير إنك لحنت وهو لا يعرف اللحن كان ينبغى أن تقول له من
ختنك فقال عبد العزيز أرانى أتكلم بكلام لا تعرفه العرب لا شاهدت الناس حتى أعرف
اللحن قال فأقام فى البيت جمعة لا يظهر ومعه من يعلمه العربية قال فصلى بالناس
الجمعة وهو من أفصح الناس قال فكان يعطى على العربية ويحرم على اللحن حتى قدم عليه
زوار من أهل المدينة وأهل مكة من قريش فجعل يقول للرجل منهم ممن أنت فيقول من بنى فلان
فيقول للكاتب أعطه مائتى دينار حتى جاء رجل من بنى عبد الدار بن قصى فقال ممن أنت
فقال من بنو عبد الدار فقال تجدها فى جائزتك وقال للكاتب اعطه مائة دينار شاب شعره
من صعود المنبر حدثنا أبو طاهر ثنا موسى ثنا ابن أبى سعد ثنا محمد بن إسحاق المسيبى
ثنا هذا الشيخ يعنى أبا سفيان الكوفى عن جعفر بن عقبة الحنظلى قال قيل لعبد الملك
بن مروان أسرع إليك الشيب فقال شيبنى كثرة ارتقاء المنبر ومخافة اللحن يستغفر ربه
ثم اللحن حدثنا أبو طاهر ثنا موسى ثنا ابن أبى سعد ثنا إسحاق بن إبراهيم بن مخلد
المروزى ثنا النضر بن شميل ثنا الخليل بن أحمد قال لحن أيوب السختيانى فى حرف فقال
استغفر الله من مناقب الأوزاعى حدثنا أبو طاهر ثنا موسى ثنا ابن أبى سعد ثنا الفضل
قال قال أبو مسهر كان الأوزاعى لا يلحن من طرائف تلميذ للأعمش حدثنا أبو طاهر ثنا
موسى ثنا ابن أبى سعد ثنا إسماعيل بن يعقوب ثنا محمد حدثنى أبو عبد الله الشقنطرى قال
كان إبراهيم يقرأ على الأعمش فقال قال لمن حوله ألا تستمعون فقال له الأعمش لمن
حوله فقال أليس أخبرتنى أن من تجر ما بعدها افضل قصيدة فى مدح النحو وأهله أنشدنا
أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع أنشدنى أبو الحسن على ابن الحارث
المرهبى أنشدنا عنبسة بن النضر لعلى بن حمزة ينوى إنما النحو قياس يتبع وبه فى كل
أمر ينتفع فإذا ما أبصر النحو الفتى مر فى المنطق مرا فاتسع فاتقاه كل من جالسه من
جليس ناطق أو مستمع وإذا لم يبصر النحو الفتى هاب أن ينطق جبنا فانقطع فتراه ينصب
الرفع وما كان خفض ومن نصب رفع يقرأ القرآن لا يعرف ما صرف الإعراب فيه و صنع يقرأه
فإذا ما شك فى حرف رجع ناظرا فيه وفى إعرابه فإذا ما عرف النحو صدع فهما فيه سواء
عندكم ليست السنة فينا كالبدع كم وضيع رفع النحو وكم من شريف قد رأيناه وضع والحمد
لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم الحمد لله رب العالمين
وبعد فقد قرأ على جميع هذا الجزء كاتبه الشيخ الفاضل الأوحد بدر الدين الحسن بن على
بن يوسف الإربلى الأصل نفع الله تعالى به بقراءتى له على الشيخ الإمام الحافظ
برهان الدين أبى الوفاء إبراهيم بن محمد خليل سبط ابن العجمى فلهذا رحمه الله
تعالى بقراءته له على الشيخ الجليل مسند الوقت صلاح الدين محمد بن أبى عمر المقدسى
بسنده أوله وصح ذلك وثبت يوم الثلاثاء عشر شهر ربيع الآخر من شهور سنة ثمان وستين
وستمائة وأجزت له ما يجوز لى وعنى روايته قاله وكتب محمد بن إبراهيم بن محمد
السلامى الشافعى عفا الله تعالى عنه بمنه وكرمه وصلى الله على سيدنا محمد وآله
وصحبه وسلم .
____________________________________________
اسم
الكتاب :: أخبار النحويين
اسم
المؤلف :: عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبى هاشم
ولادة
المؤلف :: 280
وفاة
المؤلف :: 349
دار
النشر :: دار الصحابة للتراث
مدينة
النشر :: طنطا
سنة
النشر :: 1410
رقم
الطبعة :: الأولى
عدد
الأجزاء :: 1
اسم
المحقق :: مجدى فتحى السيد